إن هذه الحركة تقرر التمسك بالإيمان بالله والأديان السماوية مع التحلى بالقيم والأخلاق الحميدة من صدق وتعاون وإخاء ومحبة ونظام وعمل وعطاء ...
أولاً : الحركة الكشفية عربية الأصل
لقد كانت حياة العرب منذ فجر التاريخ حياة كشفية فهم يقيمون بين الجبال والوهاد والسعى فوق رمال الصحراء وتتبع منابع الماء ومنابت الكلأ وملاحظة النجوم والكواكب ومسايرة تحركات الشمس والقمر والإحساس بحركات الرياح والأمطار والتنبه إلى طبائع ما حوله من حيوانات وطيور ونباتات ويجهز معيشته بنفسه من خيمة وزاد وطعام وإعتماد على النفس وطرق الترحال والإنتقال من مكان إلى مكان وكيفية تكوين حياة ومعيشة فى المكان الجديد وإذا ما نبت لهذا العربى ولد فيه منذ صباه نزعه الإعتماد على النفس وحب التجربة والمحاولة والإستخفاف بالأخطار والمصاعب والحرص على الأقدام والمروءة والكرم ومساعدة الضعيف مع الإعتذار بالحمى والدفاع عن القوم والوطن " وهذا يدل على أن العرب من أسبق الشعوب إلى العناية بأبنائهم وتنشئتهم ليشبوا أصحاء أقوياء الأجسام سليمى البنية " ومن مظاهر الترحال براعة العرب فى فن إقتفاء الأثر أو ( الكشف ) التى اشتقت منها كلمة كشاف والذى هو من بعض فنونها ووسائلها .
وإذا كانت الحركة الكشفية فى المجتمعات المعاصرة تصطنع لشبابها أجواء تهئ لهم – على قدر الطاقة – أن يمارسوا الأعمال الكشفية ليستشعروا روحها وأهدافها فقد كان أجدادنا العرب يعيشون على سجيتهم فى البيئة الكشفية الطبيعية الأصلية لقد عاش مؤسس الحركة الكشفية
( اللورد بادن باول ) فى الهند سنوات طويلة ودرس خلالها حياة وتاريخ العرب كما عرف الكثير عن الجزيرة العربية كما قرأ عن الإسلام وكان لهذا كله أثره فى تكوين فلسفته عن الحركة الكشفية وصياغة أسسها ومبادئها .
ثانياً : دراسات وخبرات مهدت لتأسيس الحركة :
من هذه الدراسات والخبرات حياة قبائل الزولو فى جنوب أفريقيا والتعرف على العادات الغريبة فى تربية أبنائهم وكيفية الاعتماد على أنفسهم كما أتيحت لمؤسس الحركة دراسات وخبرات أخرى عن طريق زيارة لأحد أصدقائه وهو ( سير / توماس ستون ) فى كندا وأهلها الأصليين من الهنود الحمر وقد لاحظ خلال إقامته فيها وجود فروق واضحة بين أولاد الهنود الحمر وبين أولاد الجاليات الأجنبية فى تدريب الأولاد وهذا التدريب كان يؤدى فى نهاية الأمر إلى نقصان عدد أولاد الجاليات الأجنبية ونفس الأمراض بينهم لما كان يبدو عليهم من ضعف عام وعجز عن احتمال المشاق وما كان لصديق مؤسس الحركة إلا أن قام بعمل فرقاً بأولاد الجاليات وسن لهم بعض القوانين فحرم عليهم التدخين وشرب الخمور وأخذ يعودهم على بعض عادات الهنود الحمر ويدربهم على بعض تدريباتهم فأعجب مؤسس الحركة بهذا النظام وتم إيقاظ هذه الفكرة بعد حصار "مفكنج" سنة 1900 وفى ذلك الوقت كان مؤسس الحركة ضابطاً فى الجيش الإنجليزى فأتيحت له الفرصة لتطبيق بعض ما رسخ فى ذهنه من دراسات ومشاهداته السابقة .
ثالثاً : بدء تأسيس الحركة الكشفية :
خلال السنوات التى أعقبت عودة مؤسس الحركة إلى انجلترا فكر فى تأسيس تنظيم داخلى يساعد على إعداد الشباب ليكونوا مواطنين صالحين .
(1) وقد كان عام 1907 عاماً حاسماً حيث بدأ يدعو فيه إلى تأسيس " كشافة السلم " حتى يمحو عن الأذهان تلك التجربة التى خاضها فى موقعة "مفكنج " وأقام فى نهاية هذا العام مخيماً لأول فريق كشفى أسسه مكوناً من 20 كشافاً وذلك فى جزيرة براون سى فى انجلترا .
(2) وفى عام 1908 أصدر كتابه الشهير " الفتيان الكشافة " الذى وضع فيه المبادئ والأسس والنظم التى تقوم عليها الحركة .
(3) وفى عام 1909 أقام أول مهرجان كشفى فى " كريستال بالاس " حضره أكثر من 10000 كشاف وشهده الملك إدوارد السابع ملك إنجلترا وبعدها بدأت تنتشر الحركة فى بعض دول اوروبا ولم تمض سنتان حتى انتشرت فى كثير من دول العالم .
(4) وفى عام 1910 أقبل كثير من الفتيات على تكوين فرق ليكونوا بمثابة حركة مستقلة لهن سميت بحركة المرشدات تحت قيادة كبيرة مرشدات العالم "الليدى بادن باول" متخذين لذلك المرشدين الذين يهوون تسلق قمم الجبال فى سويسرا .
(5) وفى عام 1912 أنشأت الكشافة البحرية لإشباع ميل الفتيان الذين تستهويهم حياة البحر .
(6) وفى عام 1914 كادت الحرب العالمية الأولى أن تقضى على هذه الحركة لولا أن العديد من الكشافين تطوعوا فى أعمال الدفاع المدنى وحراسة المنشآت وإطفاء الحريق وإسعاف الجرحى والمصابين والخدمة فى المستشفيات وقد أظهر هؤلاء المتطوعون من ضروب البسالة والشهامة ما جعل الناس ينظرون بعين الإعجاب لهذه الحركة ويؤمنون بأنها ترمى إلى غرس روح التضحية والفداء فى سبيل الوطن ورفعة شأنه .
(7) وفى عام 1914 انتشرت حركة المرشدات خارج انجلترا وقسمت إلى زهرات ومرشدات وجوالات .
(
وفى عام 1916 ظهرت حركة الأشبال بدءاً من سن 8 سنوات حتى سن 11 سنة
(9) وفى عام 1918 ظهرت حركة الجوالة للفتيان من سن 17 سنة فما فوق .
(10) وفى عام 1919 افتتاح مركز التدريب الكشفى بـ "جلول بارك " انجلترا.
(11) وفى عام 1920 كانت النقلة الأساسية لتاريخ الحركة حيث كان أكبر حدث وهو إقامة أول مخيم كشفى دولى فى أوليمبيا – لندن حضره 8000 كشاف يمثلون 21 دولة من مختلف دول العالم وفيه عقد أول مؤتمر كشفى لممثلوا هذه الدول وفيه تم وضع نواة تكوين المكتب الكشفى الدولى واللجنة الكشفية الدولية كما تقرر فيه أن تقام مؤتمرات كشفية دولية كل سنتين ومخيمات كل 4 سنوات .
(12) وفى الأعوام من عام 1921 حتى وفاة مؤسس الحركة عن عمر يناهز 84 عاماً فى عام 1941 توالت الأحداث من مخيمات ومؤتمرات ونشرات ومجلات وكتب .
(13) وفى عام 1928 أصبحت أسرة المرشدات الكبرى تحمل رسمياً الجمعية العالمية للمرشدات الكشافات .
(14) وفى عام 1941 تم تأسيس حركة الكشافة الجوية بعد أن بدأت تظهر أهمية الطيران ويستهوى الفتيان هذا العالم الغريب عليهم عالم الفضاء بما يكتنفه من أسرار وما يحيط به من رموز و ألغاز .
(15) وفى عام 1943 ظهور مرحلة الكشاف المتقدم حتى تساير الحركة مراحل النمو
و تتمشى مع ما حدده علماء التربية وعلم النفس من تدرج هذه المراحل .
وفى عام 1954 تم تسجيل مصر عالمياً
رابعاً : نشأة الكشافة فى مصر
نشأة فتيان الكشافة :
(1) بدأت الحركة الكشفية فى مصر عام 1914 ميلادياً
(2) وفى عام 1918 تم تأسيس جمعية فتيان الكشافة
(3) وفى عام 1922 تم تسجيل مصر عالمياً
نشأة الكشافة البحرية المصرية:
عرفت مصر الكشافة البحرية فى مصر لأول مرة فى عام 1946 ميلادية مع تأسيس فرقة الكشافة البحرية الأولى بالإسكندرية واستمر نشاطها بالجهود الذاتية حتى عام 1953 بعد أول زيارة قام بها اللواء حسن فهمى رجب إلى مقر الفرقة بالمندرة بالإسكندرية وكان إعجابه بفكر شباب الكشافة البحرية داعياً لإنشاء لجنة عليا للكشف البحرى بغرض النهوض بالكشف البحرى فكانت أول جمعية للكشافة البحرية فى 18/10/1953 برئاسة قائد الجناح / عبد اللطيف البغدادى وزير الحربية فى ذلك الوقت وتسلمت الجمعية الوليدة الباخرة النيلية "حارس " لتكون مقراً للجمعية بالقاهرة فى حين اتخذ من نادى الموانى والمنائر البحرية بالإسكندرية مقراً رئيسياً للجمعية .
نشأة الكشافة الجوية المصرية :
أنشأت أول فرقة كشافة جوية فى أوائل عام 1954 ، و فى نفس العام 1954 تم تشكيل لجنة تنفيذية للكشافة الجوية وعقدت أول اجتماع لها فى مكتب مدير عام مصلحة الطيران المدنى يوم 17/2/1954.
م.على خالد حسن