حكي سيدنا معاذ بن جبل، فقال: جعلني رسول الله صلى الله عليه وسلم على صدقة المسلمين , فجعلت التمر في غرفة, فوجدت فيه نقصانا , فأخبرت رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك !! فقال : ( هذا الشيطان يأخذه )
فدخلت الغرفة, فأغلقت الباب عليّ, فجاءت ظلمة عظيمة فغشيت الباب, ثم تصوّر في صورة فيل, ثم تصوّر في صورة أخرى, فدخل من شق الباب, فشددت إزاري عليّ, فجعل يأكل من التمر, فوثبت عليه فضبطته, فالتفت يداي عليه , فقلت: يا عدو الله . فقال : خلّ عنّي, فإني كبير ذو عيال كثير, وأنا فقير من جن نصيبين, وكانت لنا هذه القرية قبل أن يبعث صاحبكم, فلما بُعث أخرجنا منها, فخلّ عنّي, فإني لن أعود إليك. فخليت عنه.
وجاء جبريل عليه السلام فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بما كان, فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصبح , فنادى مناديه : أين معاذ بن جبل ؟ فقمت إليه . فقال رسول الله عليه وسلم : ( ما فعل أسيرك يا معاذ ) فأخبرته, فقال : ( إنه سيعود فعد ), قال : فدخلت الغرفة وأغلقت عليّ الباب . فجاء فدخل من شق الباب , فجعل يأكل من التمر, فصنعت به كما صنعت في المرة الأولى, فقال : خلّ عنّي فإني لن أعود إليك, فقلت : يا عدو الله ألم تقل لا أعود ؟! فقال : فإني لا أعود وآية ذلك أنه لا يقرأ أحد منكم خاتمة البقرة فيدخل أحد منا في بيته تلك الليلة - أو قال : آية الكرسي وآخر سورة البقرة ( آمن الرسول ) إلى آخرة السورة- . فخليت سبيله , ثم عدوت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته به . فقالصلى الله عليه وسلم : ( صدق الخبيث وهو كذوب ) . قال : فكنت أقرأهما عليه بعد ذلك فلم أجد فيه نقصا ..